الخميس، 16 مايو 2013

ناس كتير اتبعلهم القطر




اغلبنا يتذكر فيلم العتبة الخضرا الذي جسد فيه الراحل إسماعيل يس شخصية المواطن المصري البسيط الذي تم النصب عليه بطريقة ساذجة للغاية وأستغل احمد مظهر الذي جسد شخصية النصاب بساطة إسماعيل يس بطريقة النصب المعروفة وهي أن توهم الضحية انه سيدفع مالا قليلا وسيجني في مقابله أموالا كثيرة بدون أن يبذل أي مجهود وباع له منطقة العتبة بشوارعها ومبانيها الحكومية
هذا الفيلم بنية قصته علي النكتة المصرية المعروفة ( مره واحد صعيدي اشتري القطر ) والسبب في ذكر الصعيدي هنا دون غيره من أبناء المحافظات الاخري أن نسبة الاميه عاليه جدا في الصعيد وبالتالي يسهل النصب علي الكثير من الصعايده بسبب بساطتهم
ظلت نكتة ( مره واحد صعيدي الذي اشتري القطر ) صامدة علي مدار عقود وعقود ، إلي أن ظهرت شركات التسويق الشبكي التي أفقدت النكتة معناها الكبير ، ولم يصبح الصعيدي وحده هو الذي اشتري القطر فهناك قضاه ووكلاء نيابة وضباط وموظفين في السلك الدبلوماسي وموظفين كبار في الدولة اشتروا الهواء
دعني اشرح لك فكرة التسويق الشبكي باختصار لتكون معي علي الخط ، شركات التسويق الشبكي تقوم فكرتها علي أن يعطيها الشخص مبلغ مالي وكلما جعل الشخص أشخاصا آخرين ينضمون إلي الشركة يأخذ عليهم نسبه ، وكلما زاد الأشخاص زادت النسبة ، لذلك هذه الشركات لا تبيع ولا تشتري ولكنها تتاجر في أموال الناس تأخذ الأموال من هذا تضعه في خزينتها وتعطي مقاول الأنفار الذي أتي لهم بالضحية الفتافيت منه
ربما السبب الرئيسي في أن هذه الشركات الوهمية نجحت في النصب علي أشخاص يعملون ضباط ووكلاء نيابة وقضاه هو التكبر والعنجهية التي يعيشون فيها ويقينهم التام أن لا احد يجرأ علي النصب عليه وأنهم بحكم منصبهم سيأتون به وسيأخذون أموالهم ولكن الحقيقة أنهم في النهاية سياخذوه
ولكن تظل هناك علامة استفهام تليها علامة تعجب بحجم هرمي خوفو وخفرع
إذا كان ضباط الشرطة المكلفين بالقبض علي النصابين قد تم النصب عليهم ، ووكلاء النيابة المكلفين بالتحقيق مع النصابين قد تم النصب عليهم ، والقضاء الذي يفترض بهم علمهم بالقانون ومكلفين بالحكم علي النصابين قد تم النصب عليهم
فكيف يبقي هؤلاء في مناصبهم إذا كانوا أصلا قد تم النصب عليهم ؟! فكيف سيحموا عامة الشعب من أن يقعوا ضحية للنصابين ؟!
يبدوا لي أن فيلم العتبة الخضرا سيعاد إنتاجه ولكن هذه المرة سيكون هناك أكثر من إسماعيل يس وسيباع لهم جميعا نفس القطر
                                              
                                                  انتهي ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق