الجمعة، 15 فبراير 2013

الخديعه الكبري



علي مر التاريخ ورجال الدين يمنعون عامة الناس من الحديث في الدين أو إصدار أحكام والتمعن في شئون الدين أو الذات الالهيه والسبب من وراء ذلك هو حكر هذه الوظيفة عليهم حتى تبقي مكانتهم محفوظة كرجال دين ، لان إذا تحدث الجميع في الدين فانه لا يكون رجال الدين دور في المجتمع وبالتالي ستزول مكانته بزوال الدور
لا يخفي علي احد أن وظيفة رجل الدين هي من الوظائف الاساسيه في أي مجتمع وان ما يتقاضاه من راتب هو اجر له حتى يتفرغ لمهنته ، لكن ما قاموا به رجال الدين علي مر العصور و في كل الأديان من معهم عامة الناس من التحدث في شئون الدين واقتصار الكلام عليهم هو ما يعرف بالخديعة الكبرى
الخديعة الكبرى هي إيهام رجال الدين لعامة الناس أنهم وبخلاف باقي البشر علي دراية ببواطن الأمور وأنهم علي صلة بالإله ، أو نهم ذو قدرات عقليه تجعلهم يبصرون ما لا يبصره الجميع
هذه الخديعة أو ما يزعمونه رجال الدين هو من العبث علي أي إنسان عاقل أن يصدقه ، فعلي افتراض صحة كلامهم فهل القدرات الخاصة تأتي لهم بالعمل كرجل دين أم أنها موجودة من قبل ؟ وهل قدراتهم الكبيرة توجد في كل وظائف حياتهم أم في العمل بالدين فقط ؟
سأتحدث عن الإسلام هنا لأنه ديني
نشر رجال الدين علي مدا التاريخ الإسلامي ( سواء كانوا فقهاء أو علماء أو شيوخ أو دعاه ) أفكار بين عامة المسلمين أن الحديث من الدين هي حكر علي رجال الدين ووضعوا لرجل الدين شكل معين ( ذقن و جلباب وعلامة صلاه ) وان هؤلاء الأشخاص بهذه المواصفات هما رجال الدين الإسلامي فمهما كانت موضوعية كلامهم أو مصداقيتها فان كل هذا لا يهم المهم هو الشكل
فقد جعل رجال الدين الإسلامي شكلا مميزا لرجل الدين ذو المصداقية وذو العلم الغزير رغم أن هذا الكلام عل عكس الواقع فلو افترضنا انك ذهبت إلي ميكانيكي سيارات ووجد ملابسه ممتلئة بالشحم والزيوت فان هذا ليس ضروري بأنه ميكانيكي ممتاز !!!
لكن المسألة تختلف في رجل لدين المسلم فإذا وجد رجلا ذو جلباب وذقن طويلة وعلامة صلاه كبيره  فانه يكون عالم بالدين علي حد عقلية عامة المسلمين ، فأصبح العلم يتناسب طريدا مع حجم علامة الصلاة وطول الذقن !!!!!!!!!!!!
الأمر الأخر وهو عند البحث عن الذات الالهيه أو التفكير في الله وماهية الالوهيه فان رجال الدين المسلمين علي مدار التاريخ يمنعون التفكير أو مج الاقتراب من الذات الالهيه  ، والغريب أنهم لم يمنعوا أنفسهم من ذلك بل انشاو عليم التوحيد وغيره من العلوم التي تتكلم في الذات الالهيه فهم حرموا الأمر علي عامة المسلمين وحللوا الأمر لنفسهم حتى يكتسبوا شهره من كتباتهم في الدين
الأمر لم يقتصر علي وضع شكل محدد لرجل الدين أو تحريم التفكير في بعض أمور الدين بل أن امتد إلي ابعد من ذلك ، فإننا نجدهم قد قصروا الفتوى عليهم مهما كان فساد الفتوى أو سذاجتها في بعض الأحيان فانه كافأو نفسهم بفساد فتواهم مستندين في ذلك إلي قول الرسول ( إذا أصاب فله أجران وإذا اخطأ فله اجر ) .
ما حدث في الإسلام حدث في المسيحية في العصور الوسطي في أوربا وسيطرة رجال الكنيسة علي أمور الحكم وكذلك الأمر سنجده في كل الأديان حتى وان كانت أديان غير سماويه
وفي النهاية أحب أشير إلي أن الدين ليس حكرا علي احد فمن حق كل شخص البحث في أمور دينيه والتحدث بها مهما كانت أفكاره متناقضة مع غيره من رجال الدين ، فهذا رأيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق