الخميس، 26 ديسمبر 2013

ارفعوا أيديكم عن النساء



  مقالي الفائز بالمركز الثاني في مسابقة مناهضة العنف ضد المرأة التي نظمتها مؤسسة المرأة الجديدة http://goo.gl/9VZUQF

أتت مصر في المركز الأخير من بين الدول العربية طبقا لاستطلاع أجرته مؤسسة تومسون رويترز من حيث وضع المرأة ، يوما حكمت مصر امرأة في عهد الفراعنة و يوما حكمتها امرأة في عقد الرومان ويوما حكمتها أمراه في عهد المماليك واليوم وفي عصر الدولة الحديثة تعاني النساء من أوضاع اجتماعية واقتصادية يرثي لها .
جاءت مصر في المركز الأخير بين الدول العربية وليس هذا من فراغ فعليك أن تعرف أن مصر بها 27.2 مليون امرأة مصرية تعرضوا لعملية ختان الإناث طبقا لتقرير اليونيسيف عام 2013  وهي بذلك تحتل المرتبة الأولي علي مستوي العالم في ختان الإناث ، جدير بالذكر أن عملية ختان الإناث معروفة عالميا باسم تشويه الأعضاء التناسلية للانثي والتي تجريها الأسر المصرية لبناتهم وهم علي اقتناع أنهم بهذه التشويه الجسدي يحمونها ويعففونها .
وعليك أن تعرف أيضا أن هناك 99.3% من نساء مصر تعرضن للتحرش الجنسي ، مما يكون معه أن كل النساء التي يخرجن إلي الشارع تعرضن للتحرش الجنسي علي اعتبار أن 0.7% من السلفيات التي لا يخرجن من منازلهم ، وان الحكومة المصرية والسلطات التشريعية لا يوجد نية لديهم حتى الآن في مواجهة جريمة التحرش مواجهة حاسمة وإلقاء كل اللوم في اغلب الأوقات علي المرأة ( الضحية المتحرش بها ) وهو ما أدي منذ عام 2008 إلي ظاهرة التحرش الجماعي والتي استمرت حتى يومنا هذا وأصبحت من المراسم الرسمية للأعياد والاحتفالات في مصر والتي يقوم بها الشباب .
وعلي نحو آخر فان قضية المرأة المعيلة ازدادت سوء بعد ثورة 25 يناير وسوء الوضع الاقتصادي بشكل عام وعلي النساء المعيلات بشكل خاص وهن يقومون بإعالة 30 % من الأسر المصرية طبقا لمؤسسة  تومسون رويترز ، واغلب هؤلاء النساء يعملن كباعة متجولات و لا يوجد عليهم تامين وليس لهم مرتبات ثابتة إضافة  لتعرضهم إلي الكثير من المشاكل والملاحقات من قبل رجال البلدية الذين يطاردون الباعة المتجولين .
والسبب في الرئيسي في كل ما تعانيه المرأة في مصر هو عدم تمثيل النساء بشكل قوي في المجالس التشريعية المصرية فعليك أن تعرف أن هناك 9 نساء فقط نجحوا في انتخابات عام 2012 مجلسي الشعب والشورى من بين 789 امرأة ، وخلال هذه الانتخابات حدث اكبر اعتداء علي النساء حينما وضع احد الأحزاب السياسية صورة ورده بدلا من صورة المرأة المترشحه علي الدعايا الانتخابية ، وهو ما أدي إلي غياب تمثيل المرأة جيدا وبالتالي ضعف المطالبة بحقوق المرأة في الوقت الذي انشغل به معظم الرجال بالحياة السياسية ومشاكلها في مصر ، إضافة إلي وجود 37% من النساء البالغات في مصر لا يجدن القراءة والكتابة وبالتالي جهلهم التام بأغلب حقوقهم تجاه الدولة وتجاه المجتمع وعدم قدرتهم علي الدفاع عن حقوقهم وتسليمهم للأمر الواقع في كل الأحوال
من جانبهم لم تبدي الحكومات المصرية أو المجالس التشريعية منذ زمن أي نية إلي توفيق أوضاع النساء في مصر وحمايتهم مما يتعرضن له من عنف ومشاكل ولعل أهم ما يؤكد ذلك هو رفض الحكومة المصرية لبعض المواد في اتفاقية القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة والمعروفة باسم سيداو المتعلقة بالتدابير السياسية العامة والمساواة في الحياة الأسرية والزواج رغم تصديق مصر علي الاتفاقية عام 1981  ، ويبدو أن الحكومة المصرية برفضها بعض المواد في هذه الاتفاقية كأنما تقر بان ليس للنساء حقوق في المجتمع
لذلك أقول للحكومة المصرية والرجال بصفة عامة ارفعوا أيديكم عن النساء فالمجتمعات لا تتقدم إلا بحصول أفرادها علي حقوقهم حتى يتفرغوا للقيام بوجباتهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق