الأربعاء، 31 أغسطس 2016

مشاهد متناقضه والمخرج واحد

تزامنا مع بدء طيران الجيش الاسرائيلي بقصف قطاع غزة ، خرج علينا وزير الخارجيه المصري سامح شكري ليطلق تصريحا بانه لا يمكن وصف الممارسات الاسرائيليه بالارهابيه بدون تحقيق دولي ، سبقها بزيارة الي اسرائيل ومقابلة وزير الخارجيه الاسرائيلي وتناول وجبة العشاء معه في مشاهد لا تنم الا عن علاقه وطيدة بين نظامين

علي الجانب الاخر يقوم أعلامي النظام المصري الفعليين وغير الرسميين وهما احمد موسي ومصطفي بكري بنسج العديد من حكايات المؤامرات التي يقوم بها الكيان الصهيوني من أجل تدمير المجتمع المصري ، وفي الخلفيه يصرخ امل دنقل بصوته " لا تصالح علي الدم حتي بدم "

طرفي النظام المصري طرف يسافر الي اسرائيل ويتناول العشاء مع مسئوليين اسرائيلين ، وطرف يتهمهم باشنع التهم الكفيله بزج اي شخص ينتسب لاسرائيل الي السجن اذا تواجد علي أرض مصرية

المخرج القابع خلف الكواليس والذي يحرك طرفي النظام المصري يلعب السياسه من اقذر ملاعبها ، لا يريد أن يخسر اسرائيل ومن خلفها امريكا استكمالا لبنود معاهدة كامب ديفيد ، ولحرص النظام المصري لعدم الدخول في اية مشاحنات مع اسرائيل وحلفائها وعلي رأسهم أمريكا ، وفي ذات الوقت يسلط أبواقه الأعلاميه لنسج خيوط المؤامره علي مصر من قبل اسرائيل وامريكا حتي تستمر حالة " لا صوت يعلو فوق صوت المعركه "   في حين انه لا توجد معركه والجنود يوثقون الحصار علي قطاع غزة والاسلحه تحارب تارة في اليمن وتارة في ربوع مصر ضد مصريين .

فمعونة كامب ديفيد والمصالح المشتركه مع امريكا وحلفاء اسرائيل تهم النظام الحاكم ، وصورة العروبة والقوميه التي بذرها عبد الناصر في صدور المصريين لا يمكن تجاهلها حتي لا تضع النظام في مظهر الخائن للعروبه .

وصلت تلك الحاله من التخبط حينما تم أسقاط عضوية النائب توفيق عكاشه من عضوية البرلمان المصري بالاغلبيه الساحقه لاجتماعه مع السفير الاسرائيلي ، في حين لم يخرج طلب استجواب واحد من اي عضو حول زيارة سامح شكري الي اسرائيل .

لا يحزني في كل ذلك سوي المواطن المصري البسيط المؤيد للنظام الحاكم والذي يريد أن يفهم ماذا يريد ذلك النظام ، وما هو موقفه من اسرائيل ، فالمواطن البسيط يشاهد مشاهد متناقضه لبعضها من نظام واحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق